إتصل بنا الدعم الفني عن المؤسسة معرض الصور آخر الاخبار إصداراتنا الرئيسية
   
   
 
 
 
 
 
     
  الدعم الفني  
 
 
  اعلانات الموقع  
 



 
     
 
 

ويعد العمل الروائي “حطابون في غابة النساء” الصادر عن دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع من الروايات الطويلة إلا أن الطول كأحد مكونات الرواية الأساسية التي يميزها عن القصة يختزن في هذا العمل أحداثا مشبعة بالعاطفة والحراك الدرامي المتناقل برشاقة تثير حالة من التشويق الذي يأخذ القارئ إلى عوالم الرواية بالكلية .

تتحرك شخصيات “حطابون في غابة النساء” عبر زمن الرواية الافتراضي فتأتي الأحداث المتنامية دراميا والمتصاعدة كسلوكيات منتجة لزخم حدثي متتابع إلى الذروة ومتوافق مع الأمكنة والشخصيات المتعددة التي يترجمها حسين عبد الكريم بانفعال إنساني ووجداني وتناغم سلوكي متوافق والبيئة فالشخصية يوجهها المؤلف بخلفية ثقافية وفكرية ونفسية مما يعطيها بعدا إنسانيا حقيقيا.

يعالج عبد الكريم في روايته تبعات العاطفة ونزعة آدم إلى حواء الغابة المثيرة لنوازعه الوجدانية والنفسية والفطرية بمعايرات موضوعية لمختلف جوانب هذه العلاقة الإنسانية المتجاذبة في بعضها والمتنافرة في بعضها الآخر محللا أبعادها الانفعالية والجسدية بلغة أدبية تزخر بالشاعرية والجماليات البديعية.

يبدأ الحدث الروائي في بيئة ريفية يوصف عبد الكريم معالمها وتداخلاتها مع الأمكنة المتلاحقة التي ترحل إليها شخصيات روايته ومنها الشيخ حاتم ابن بلدة الدوير وما له من سلوك اجتماعي أخلاقي كرس فيه المثل والقيم العليا والشمائل الكريمة حيث مثل ميزانا للعدل والتآلف الاجتماعي.

يتعامل الشيخ حاتم مع حواء الغابة التي يجعلها عبد الكريم المحرك المحوري لتفاعلات الشخصيات بوقار أملته عليه مناقبه ومكانته الاجتماعية إلا أنها تصيبه بصدمتها الجمالية التي تبقيه بحالة حذر ويقظة من سطوة الجسد والعاطفة والتي بدورها شغلت بتدافع إشعاعاتها باقي شخصيات الرواية وأخذت بهم إلى مسارات درامية نسجها الكاتب بدقة وشفافية ومنها الأستاذ يوسف مدرس الثانوي في بلدة الدوير والذي فتنت لبه ” ريما ” الشابة الممتلئة شبابا وأنوثة طاغية فأججت مكامن نفسه في اكتشاف غابتها الرغداء ليثمر غرامهما زواجا تقليديا ينقلب إلى برود عاطفي جره طغيان الأنوثة والجمال على طموح الأستاذ يوسف.

تتنوع شخصيات الرواية بحسب خلفياتها الموجهة لانفعالاتها بالمرأة الغابة فمنهم من ينهزم أمام جبروتها ومنهم من يتشرنق على ذاته ليكبت لواعج نفسه ويبحث بعضهم عما يسهل عليه تكشف عوالمها بسحر المال أو الجمال ” كحميدوش ” وتساور الأحلام حطابين آخرين كخليل وحسنائه سمر الذي عانى منها فصاما وجوديا.

وتفجر فلسفة عبد الكريم جدلية ” الرجل الحطاب ” المرأة الغابة” والتي بنى عليها قصا روائيا بين واقعية الهندسة السردية في تضمينها للشرقية العربية موروثها الثقافي وسحرية عمله الأدبي بما امتلكه من عناصر إبداع وتجديد في مناخ عمله الروائي وريشته الشعرية اللذين شكلهما ببناء لغوي سهل وانسيابي موفور القيمة أدبا وفكرا.

يذكر أن المؤلف عضو اتحاد الكتاب العرب من مؤلفاته في الرواية “الطاحونة” و”شجرة التوت” و”البساتين” و”حارة المشتاقين” والوطن لا يشبه التافهين” و”تأبين ملوك الازدهار” و”النبع” كما صدرت له مجموعتان قصصيتان هما “لا يتسع لغير الخوف” و”مهابات الصدأ” وله مجموعتان شعريتان ” ظل عيني غيمة وسفر ” ولانك تشبهين القصيدة “.

 
   

 

     
 
 
  أخر إصداراتنا  
   
   
   
     
 
  شاركنا رأيك  
 
 
     
 
  النشرة البريدية  
 
 
     
 
 
إتصل بنا الدعم الفني عن المؤسسة معرض الصور آخر الاخبار إصداراتنا الرئيسية