إتصل بنا الدعم الفني عن المؤسسة معرض الصور آخر الاخبار إصداراتنا الرئيسية
   
   
 
 
 
 
 
     
  الدعم الفني  
 
 
  اعلانات الموقع  
 



 
     
 
 

يستحق التقدير

 لشخصه الكريم وفكره المسكون على سطور صفحات مؤلفاته، لالتفاتته النوعية واختياراته الدقيقة ولنظراته الثاقبة، لاهتمامه بتفاصيل الأمور ومتابعته الحثيثة للعلاقات، ليس السياسية فحسب، وإنما الاقتصادية أيضاً، أهم من هذا وذاك بحوثه المستمرة بغاية تعميق الروابط الاجتماعية بين شعبين أصيلين، من خلال استعراضهما التاريخي مروراً بالحاضر الذي ما استكان له يوماً، إنما جسَّد عمله من أجل المستقبل، وطموحه الذي لم يهدأ يوماً، وإرادته أن يكون كل سوري أرمنياً، وكل أرمني سوريّاً، يتحدث دائماً عنهما، على أنهما واحد، وعن وحدة الدم الخاصة التي نادراً ما حدثت بين الشعوب والأمم، وتجسدت فعلاً بين الشعبين الصديقين الشقيقين السوري والأرمني منذ الإبادة البشعة التي تعرض لها الشعب الأرمني العظيم 1915 الذي انساب من آرارات الحلم، وأسس للحياة العالمية قبل سبعة آلاف عام بعد انتشاره منه، ونشره لفكر هذه الأمة في أصقاع الأرض، وأهمها سورية التي دونت وجودها في حلب حسب مخطوطة أرمنية منذ سبعمئة عام، وأنا أؤكد وجودهم قبل ذلك بكثير، بدليل وجود الحي الأرمني في مدينة القدس قبل الحي الإسلامي بكثير، إلى جانب الأحياء الأخرى.

عنونت تقديمي بأنه يستحق التقدير، وأقصد سعادة سفير جمهورية أرمينيا المحمولة في قلب كل سوري للدكتور الباحث أرشاك بولاديان الذي أصدر في دمشق عاصمة الجمهورية العربية السورية العديد من الكتب المهمة جداً، أذكر منها: شهود عيان على الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية، وشهادات غربية عن الإبادة الأرمنية، وأرمينيا ماضياً وحاضراً، وفائز الغصين شاهد عيان عربي سوري عن الإبادة الأرمنية، وها هو يصدر الآن توثيقاً أعتبره وكل من يقع بصره على هذا المخطوط الوثيقة على غاية الأهمية بعنوان العلاقات السورية الأرمنية شراكة تاريخية بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين وطنه أرمينيا، ووطنه الثاني سورية، يسجل فيه بصماتٍ رائدة بين شعبين عريقين، ويظهر قوتها وإيجابيات إنسانيتها التي نبَّه لها الرئيس الراحل حافظ الأسد، وعمل على التأسيس الحديث لها أثناء زيارته لأرمينيا، وهي تحت مظلة السلطة السوفييتية، وكلمته المحفوظة في سجل الانطباعات في دار المخطوطات بتاريخ 17/10/1979.

وبعد أن استقلت أرمينيا في عام1991، وإقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1992، تطورت العلاقات الثنائية كثيراً، وتوجت بالزيارة الشهيرة للسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد في 17/6/2009 التي زار فيها  دار المخطوطات في يريفان، ودوَّن كلمةً عبر فيها عن إرث الشعب الأرمني، وتمنى له المزيد من التألق والنجاح ودوام الازدهار. ومن ثمَّ قيام الرئيس سيرج سركسيان في 22/3/2010، بزيارة إلى سورية التي خرج منها مبكراً، وعاد إليها رئيساً، زار خلالها دمشق وحلب ودير الزور، واستقبل بحفاوة بالغة.

وبهذه المناسبة، نشهد أنَّ هذا الإصدار  يثري فكرياً كل باحث وقارئ عن تاريخ هذين الشعبين المعمَّدين بالحبّ والدم، من خلال ما تعرض لاستنزافات بشرية واقتصادية من الإبادة الأرمنية عام 1915 على يد الطورانيين العثمانيين، وصولاً إلى ما يجري في سورية منذ عام 2011، وحتى لحظة التدوين وتعرضها للعدوان البشع ذاته على يد الطورانيين العثمانيين الجدد، والتي تعرض لها أيضاً أرمن سورية في كسب التاريخية وحلب ودير الزور والأديرة والكنائس ودور المسنين، إلى جانب جميع دور العبادة الإسلامية والمسيحية، وحتى بقايا الدور اليهودية، ما يرينا بشاعة الاستهداف لهاتين الأمتين.

بوركت جهودكم الثرَّة بكل ما يفيد، ليس فقط لأمتين، وإنما لكامل الشعوب والأمم، وما تنتجه يعتبر خير دليل على تألق شعب أرمينيا وفكره وأخلاقه، ليس في سورية والشرق الأوسط، وإنما أينما وجد على وجه كوكبنا الحي.

إلى مزيدٍ من الإبداع وأنت منجز هذا الكتاب في اليوبيل الفضي، فننتظر من شخصكم المفكر الكثير، ولقاؤنا بمشيئة الربّ في اليوبيل الذهبي.

دمتم ودامت أرمينيا منارة إبداعٍ وخلقٍ وتخلّقٍ، ودمت سفيراً فوق العادة لبلدكم، في بلدكم الثاني سورية التي ترحب بكم دائماً وأبداً.

 د. نبيل طعمة

 
 

 
   

 

     
 
 
  أخر إصداراتنا  
   
   
   
     
 
  شاركنا رأيك  
 
 
     
 
  النشرة البريدية  
 
 
     
 
 
إتصل بنا الدعم الفني عن المؤسسة معرض الصور آخر الاخبار إصداراتنا الرئيسية