إتصل بنا الدعم الفني عن المؤسسة معرض الصور آخر الاخبار إصداراتنا الرئيسية
   
   
 
 
 
 
 
     
  الدعم الفني  
 
 
  اعلانات الموقع  
 



 
     
 
 

 

سورية مهد الحضارات ومنطلق الديانات السماوية، ومن لا يعرف سورية حق المعرفة فقد حظي بنصيب وافر من الجهل والضلالة..

فسورية منذ القدم ولا زالت نبراساً مشعاً بالتعايش والتآخي بين الأديان يهتدي إليها كل متعطش لذلك، لتكون سورية وعلى امتداد وتقادم التاريخ والأزمنة لوحة فسيفسائية وطنية رائعة الجمال.. لوحة فسيفسائية باعترافات العدو قبل الصديق.. فأضحت بذلك سورية الرقم الصعب بامتياز بين أقرانها بوحدة الصف ومنعته.. وهاهو باحثنا ومؤرخنا الدكتور مازن يوسف صباغ ومن حرصه الوطني المتجذر يتحفنا بوليد آخر من أمهات أفكاره وما جمعته مكتبته الغنية من كتابات وتوثيقات لأقلام عريضة في الأدب والسياسة لهذا الشأن فأسماه /البناء السوري.. وحدة التنوع والتعدد/ حيث شمل وعلى مدى /807/ صفحة من القطع الكبير رؤى وأفكار وصور شفافة لنسيج المجتمع السوري،صدر الكتاب عن دار الشرق بدمشق، وقد عمل الباحث مع السيدة /عائدة سلامة/ وبرؤية العارفين على إخراج الكتاب بشكل عصري وسلس للقراء بمختلف المستويات الثقافية، تقدمت غلافه صورة بانورامية تضمنت صور لثمانية عشر رمزاً وآبداً أثرياً سورياً، وكأن الباحث يطلق من خلالها صرخة تأكيدية ومفتخراً: (هذه هي سورية.. هذا تاريخنا وهذه أوابدنا التي نحاكي بها الأرض والتاريخ والإنسان).‏

قسُم الكتاب إلى خمسة أقسام من بعد المقدمة والتمهيد وهي: سورية عبر التاريخ مستهلاً حديثه بتعريف التاريخ وأهميته فالتاريخ ذاكرة الإنسان، والأمة التي تجهل تاريخها هي أمة لا مستقبل لها.. وأردف قائلاً لقد ازدحم تاريخ سورية بالأحداث التاريخية والثقافية أكثر من أية أرض أخرى، ما جعل تاريخ سورية بحق هو تاريخ العالم المتمدن بصورة مصغرة. ثم استرسل بالحديث ذاكراً الحقب والحضارات التي بُنيّت على أرض سورية.. أما القسم الثاني فكان سورية أرض المودة والتسامح وحرية العبادة حيث رصد الباحث مجموعة من الأحداث والكلمات التي أخذت بعداً روحياً وإنسانياً لما تتضمنه حياة المجتمع السوري من تفاصيل غاية في الأهمية في التسامح والغفران واحترام حرية الأديان والمشاركة فيما بينهم بجميع المناسبات، وهذا ما عزز ويعزز اللحمة الوطنية يوما بعد يوم.. وكذلك تضمن القسم الثالث منه على مقالات ودراسات عن المودة والتآلف والمحبة، وعرج في قسمه الرابع على أسماء رجال أعلام ساهمت وغيرها في دور ريادي في مجتمعنا مجتمع التعدد والتنوع في البناء السوري كشخصية الأمام أبو حنيفة النعمان والفيلسوف الإمام محي الدين ابن عربي والقديس يوحنا الدمشقي أيقونة الكنيسة السورية وفارس الخوري والأمير عبد القادر الجزائري المجاهد الحكيم وغيرهم.وخير ما نختم به قراءتنا البسيطة لهذا الكتاب الغني والقيّم بذكر كلمات قالها الباحث الدكتور مازن يوسف صباغ في تمهيد كتابه: في المدن والبلدات والقرى والمزارع السورية تتعانق المساجد والكنائس، تشكّل أجواء التسامح والتعايش الديني حالة متميزة تثير الإعجاب، وهي حالة ذات جذور تاريخية قديمة تشير إلى أهمية الدور الديني والحضاري الذي اضطلعت به تاريخياً سورية، فما من نبّي إلا ومَّر من بلاد الشام، وما من مدينة وحضارة إلا وتخرجت منها.. وفي ظل هذا الإطار من التعايش الديني الذي يرقى إلى مستوى المحبة المتبادلة عاش المسلمون والمسيحيون في سورية وعلى مَّر العصور أسرةً كبيرة تنظم علاقاتها قيم الإخاء والتعاون والمحبة.‏

آخر القول: لو قلّبنا صفحات التاريخ لوجدناها مليئة بالأحداث المشرقة والمواقف الرائعة التي تعبّر عن أعلى مراتب التآخي التي عاشها العرب السوريون بمختلف انتماءاتهم الدينية .‏

البناء السوري - وحدة التنوع والتعدد

تأليف مازن الصباغ

 
   

 

     
 
 
  أخر إصداراتنا  
   
   
   
     
 
  شاركنا رأيك  
 
 
     
 
  النشرة البريدية  
 
 
     
 
 
إتصل بنا الدعم الفني عن المؤسسة معرض الصور آخر الاخبار إصداراتنا الرئيسية