إتصل بنا الدعم الفني عن المؤسسة معرض الصور آخر الاخبار إصداراتنا الرئيسية
   
   
 
 
 
 
 
     
  الدعم الفني  
 
 
  اعلانات الموقع  
 



 
     
 
 

وكأن لحظة التفكير عند الدكتور نبيل طعمة في كتابه "جدلية التصوّف مع هو" الصادر عن دار الشرق للطباعة والنشر؛ هي ذاتها لحظة من المواجهة يعلن عنها صراحةً, وفي ذات اللحظة من الزمن, فكرٌ جدليٌّ فلسفيٌّ يرى فيما سبقه, وخصوصاً ما أتى منها بحثاً عادياً, مجرد ظلال.. هكذا لا يتناول الكتاب معنى التصوّف تناولاً عادياً, بل يأتي ليكون بمثابة بحث فلسفي في كتاب يبنى على تساؤلات وإجابات عنها وفق تحليل علمي دقيق ومنهجي.. وللإجابة عن سؤال يضمر استغراباً ما يكون التفصيل عنواناً آخر بل عناوين أخرى لكتاب واحد: لماذا لا يفهم البعض معنى التصوّف؟! ما العلاقة بين صفاء الجوهر وصوف المظهر؟.. وكأنك تقرأ إجابات من أجلها يغادر الكتاب من مألوف المعنى ليتّسم المعنى في مضمونه بتجديد نصّه من حيث المعلومة والقيمة المعنوية المتّسقة مع قارئ نخبوي من جهة ومع كل ما يناسب قارئاً عادياً ها هو للتوّ يبدأ البحث عن " هو".. عن ذاته, في جدلية طعمة في التصوّف..
وهكذا نجد في الكتاب وبعيداً عن "هو", يعمّق طعمة تحليله في معنى التصوّف ويدقّق في كل نتيجة أو ردّة فعل يحتمل صدورها عن "هو" أياً كان!!.. لتكون الإجابات التي قدّمت لها تساؤلات الكتاب شأناً ينتقل من الخاص إلى العام والعكس في حلقة متينة لم تجعل من الجدل الذي أثاره طعمة حول التصوّف شكلاً من أشكال التمرّد على مفاهيم سابقة مثلاً, بل على العكس أتت الجدلية لتكون فكراً علمياً دقيقاً يستوجب تتبعاً دقيقاً لنصوصه التي صرّحت عن فلسفته في التصوّف بشكل مغاير ومختلف لما دأب عليه البعض..
يوضح الدكتور طعمة في بحثه أنه لا علاقة للتصوّف بالتكهّن والكهنة والرهبان والحاخامات والمشيخة, ولا بنظم الإمامة, "ولا بدوران الكواكب السبعة حول المركز, وأقصد التمثيل البشري الذي اعتمد كطريقة, وإنما علاقته بفهم رحلة طواف الروح من أجل الوصول إلى مسير السعي, فحساب الذات غايته تنظيف البيت المعمور, أي: البناء الإنساني من أجل أن يسكنه المكوّن الكلي"..
وعن تساؤل مثل معنى الزهد الفكري الإنتاجي الإنجابي؟ نذكر بعضاً من توضيحه: " إنه الفكر الذي يتأمل الموجود ويتحد معه ضمن حركة الفعل وردّ الفعل.. لا علاقة له بالتقوقع أو الانعزال أو اللجوء إلى الصوامع ورؤوس الجبال, ولا لبس الصوف ولا هزّ الرؤوس المنحصرة تحت الطرابيش التي تحوّل أشخاصها إلى دراويش, أو العمامات البيضاء أو الخضراء أو السوداء المذهّبة والمفضضة, لأن العقل أخضر اللون وهو لون الطبيعة, يحب موجوداتها, يتأملها يتحد مع نظام خلقها, كي يصنع من خلالها قادماً جديداً إلى الحياة بعين البصيرة المتحدة, بعين البصر... هذا الفكر أسٌّ أُشيدت عليه أسس المقدّس, الذي يبدأ: من قبوه ويعود إليه, بعد أن ينبت منه التابو ويحكمه إليه.. فإن لم يفهم هذا الفكر الزهدي المنجب بقي به, وإذا علِم عمِل بعلمه, ولم يشأ أن يظهر, بكونه شاهداً على الحقيقة مؤمناً بوحدته معها ليخفي ظهوره, فمن ظهر جُرِّد من علمه وجُرِّم في عمله"..
وعن الحب يكتب الدكتور نبيل طعمة: " كمية الحب تُبنى على درجة الإيمان أي دِينٌ ودَيَن, ليس هناك من كافر, بل درجات للحب يقاس بها قوة فهم الإنسان للإنسان وللموجود المحيط, ومقدار عطائه, ومن يكفر يخرج من دائرة الحب, ومن يخصص لا يعلم, فالقائلون بأن التصوّف يخصّ مذهباً أو طائفة أو شريعة لا يمتلك علم التصوّف, وبما أنه علم الحب نجده يمتلك فلسفة جوهر العمل ونتاجه؛ الذي يقيّمه أهل العلم به, لا أولئك العامة الذين لا يدرون عن كل ما بدأنا به وسرنا إليه شيئاً"..

 
   

 

     
 
 
  أخر إصداراتنا  
   
   
   
     
 
  شاركنا رأيك  
 
 
     
 
  النشرة البريدية  
 
 
     
 
 
إتصل بنا الدعم الفني عن المؤسسة معرض الصور آخر الاخبار إصداراتنا الرئيسية