إتصل بنا الدعم الفني عن المؤسسة معرض الصور آخر الاخبار إصداراتنا الرئيسية
   
   
 
 
 
 
 
     
  الدعم الفني  
 
 
  اعلانات الموقع  
 



 
     
 
 

كجزء من حالة بحثية تتحدّد في اكتشاف الفكرة أو الطاقة القادرة على جعل كتاب " شجون موسيقية - بحوثاً في علم الجمال الموسيقي" لشادن اليافي والصادر عن دار الشرق للطباعة والنشر 2011؛ كتاباً ذهبيا بامتياز؛ هذا عندما يمكن أن يكون الفن هو السبيل الوحيد لإقناع البشر بأن الذهب موجود في أمكنة لا تصلح للعوام إلا بالقدر الذي تصلح فيه للعام ولا تصلح لأحد ما إلا بالقدر الذي تكون فيه صالحة لأحد خاص جداً يمتلك تلك القدرة وتلك الطاقة على منح جمهور من القراء متعة الذهب حتى وإن اكتفوا بمعرفة اكتشاف " العدد الذهبي" مثلاً!!.. طبعاً العدد الذهبي ليس إلا مثالاً لتشويق موجود فعلي في كتاب شادن اليافي من خلال طريقة عرضها لأفكارها وتهذيبها بما يتلاءم مع كل ما يمكن أن نطلق عليه فناً ضمن كتاب يقوم على أبحاث في علم الجمال الموسيقي وفلسفة الفن الدراسات النظرية والتاريخية في الموسيقى إذ تتناول أسئلة فلسفية عن الأسباب والشروط والمعنى والنوعية في الأعمال الفنية وتنمي القدرة على النقد الفني كما تنمي تذوق الفن وفهمه وتحليله..
ولا شيء أكثر من الإحساس بأهمية الفن يمكن أن يكون معياراً قابلاً للجدل في الطريقة التي بحثت بها شادن اليافي.. وبالمقابل لا شيء أكثر متعة من البحث عما أرادت اليافي من إيصاله بسلاسة ورشاقة مبهرة وكأن من كتب كتاباً هو ذاته الذي عزف النوطة المنوّط بها أن تتحول إلى كتاب والعكس!!..
في تقديمه للكتاب وعن عنوان الكتاب يقول الدكتور نبيل طعمة:".. أعتقد بأنه حامل لرحلة التطهر الذاتي من وضعها للمثل والقيم, وكأني بها تحاول صياغة السلوك الذوقي الذي يمنح الإنسانية قوى مضافة لمشاهدة الطبيعة بشكل أفضل, وأيضاً تلفت نظر الإنسان إلى ضرورة تملّك هذا التذوّق بعد فهمه؛ لا أن يبقى فطرياً أو عبثياً جاهلاً"..
تعتمد شادن اليافي على أبحاث من سبقها وهذا ما منح متعةً للقارئ في التعرف على نماذج من البحث متنوعة وفي عصور سابقة ولأهم مبدعي الفن والموسيقى.. وترى الباحثة في كتابها وتحت عنوان الفن وعلم الجمال بأنه وفي مجال الفن فإن البحث في علم الجمال يقدم أفقاً واسعاً يربط بين مختلف أنواع الفنون؛ ويقدم مقاربة شمولية.. في الفصل الأول من الكتاب وتحت عنوان "القيم الفنية الجمالية وتطورها في القرن العشرين" تؤكد اليافي على نقطة التحول الهامة التي حصلت في تاريخ الفن, والتي كانت بفعل التغيرات في الأساليب الفنية التي طرأت في القرن العشرين؛ إذ "لم يسبق أن شهدت فترة أخرى نشوء عدد كبير من المدارس الفنية المختلفة والمتنوعة والمتناقضة مثل السريالية والواقعية والوحشية والماركسية.. وغيرها".. وهذا ما ولّد لدى الفلاسفة والمفكرين والفنانين نوعاً من القلق والخوف على مصير الفن..
تقترح الباحثة من أجل التعامل مع الفن الحديث, مقاربة نفسية جمالية يمكن أن تقود جميع المهتمين بدراسة الفن من طلاب ونقاد إلى فهم أفضل للموسيقى الحديثة.. لذلك نراها في الكتاب ومن أجل تسهيل الدراسة تبدأ بتناول تعاريف القيم الجمالية ومن ثم تناقش تطورها..
تقنص الباحثة شادن مساحات من الفن لتشغلها بالبحث في الموسيقا وبالمقابل تتابع ما تبقى من مساحات موسيقية لتشغلها بمرجعية فنية حتى وإن كانت تشكيلية لتقيم بتلك الطريقة مقاربة فنية من الممكن أنها تريد أن تؤكد من خلالها أن الروح الفنية هي ذاتها في كل أنواع الفنون ولكنّ هناك أعمالاً مهمة وهناك أعمالاً ليست مهمة فنياً.. نقرأ في الكتاب: " نحن لا نريد أن نكون مثل الذين أحرقوا لوحات سيزان أو الذين أدانوا مقطوعة سترافنسكي" طقوس الربيع" وفي نفس الوقت لا نريد أن نصفق ببلاهة لعروض تافهة.".. مثلاً يرى الكتاب أن القبح في الفن قد يعبّر عن الشعور بالألم والعذاب والكره, فالطفل يعبّر عن غضبه نحو شخص ما برسمه بطريقة مشوهة وبشعة: "فهذا التعبير عن الغضب يعمل أيضاً كطريقة للانتقام.. والشعور الذي ألهم الطفل لرسم تلك الصورة قد يماثل شعور فنان مجروح النفس, إلا أن الفنان يوجه عمله ليس إلى شخص ما وحسب, بل إلى الإنسانية جمعاء"..
في بحث تحت عنوان "دور الفن في المجتمع" تتصدى اليافي إلى وظيفة الفن في الحياة من خلال البحث في تساؤلات خطيرة مثل: هل يستطيع الفن أن يلعب دوراً بناء في المجتمع؟ هل ينبغي على الفنانين أن ينغمسوا في الشؤون السياسية والاجتماعية والأخلاقية السائدة في عصرهم أم ينبغي أن يبقوا متحررين من كل الالتزامات من أجل أن يبدعوا؟ هل يخدم علم الجمال الأخلاق؟.. ومن دون أن يكون هدف الباحثة من خلال تلك التساؤلات هو البحث عن إجابة ضمن تعريف ما أو مصطلح إلا بالقدر الذي يكون منه الهدف هو وضع موضوعات وتساؤلات هامة على طاولة للمناقشة من وجهات نظر مختلفة لكل الفنانين كل حسب اختصاصه.. مستعرضة الباحثة مذاهب متعددة مثل مذهب جون رسكين (1819-1900) ومذهب تولستوي(1828-1910) ومذهب كربوتكين(1842-1921) وهو المذهب الفوضوي.. ومذهب شوبنهاور(1788-1860) وهو المذهب القائل بأن الفن عزاء مؤقت من ألم الحياة.. وغيرها من المذاهب.. وتحت عنوان "تأملات صوفية في الجمال والموسيقى" تقدّم شادن محور الدراسة بقول لباتلمي في كتابه بحث في علم الجمال: "إن بين الحياة الصوفية والحياة الفنية وبين التجربة الصوفية والتجربة الجمالية أوجه شبه تلفت النظر في إعداداتها البعيدة أو القريبة وفي طرق التفكير وفي الآثار".. وفيما يخصّ الشكل والمعنى ترى اليافي أن ازدواجية الظاهر والباطن في علم الجمال تنصب في مسألة الشكل والمعنى؛ إذ تأمل المتصوفة على الدوام العلاقة بين الشكل المتمثل بالعالم الخارجي وبين المعنى المتمثل بالعالم الداخلي وأهمهم الفيلسوف جلال الدين الرومي (1207-1273)..
وتدعو الباحثة ومن أجل النهوض بالموسيقى وتنمية الذوق الفني إلى تعويد الجمهور على الاستماع إلى طيف واسع من المؤلفات والابتعاد عن التكرار أو إعادة عرض المقطوعات المألوفة " كما يجب تطوير الإحساس الجمالي عن طريق الاهتمام بما تبثه وسائل الإعلام وتعوّد الناس على سماعه في الحياة اليومية".. ومن عناوين الأبحاث المتضمنة في الكتاب الذي يأتي في 143 صفحة من القطع الكبير : "دور الفن في المجتمع, سوزان لانغر: النظرية الرمزية في الموسيقى, العدد الذهبي وتطبيقاته في الموسيقى, الإحساس الجمالي والذوق, التأمل الفني والتوامق..".

 
   

 

     
 
 
  أخر إصداراتنا  
   
   
   
     
 
  شاركنا رأيك  
 
 
     
 
  النشرة البريدية  
 
 
     
 
 
إتصل بنا الدعم الفني عن المؤسسة معرض الصور آخر الاخبار إصداراتنا الرئيسية