إتصل بنا الدعم الفني عن المؤسسة معرض الصور آخر الاخبار إصداراتنا الرئيسية
   
   
 
 
 
 
 
     
  الدعم الفني  
 
 
  اعلانات الموقع  
 



 
     
 
 

تاريخ الخطوط الحديدية..في بلاد الشام 1891-1918م

 

في إصدارها الجديدة قدمت دار الشرق للطباعة والنشر بحثاً تاريخياً هاماً بعنوان" تاريخ الخطوط الحديدية في بلاد الشام 1891- 1918م" للدكتورة عزة علي آقبيق، وهو عبارة عن دراسة توثيقية موسعة مزودة بالخرائط والصور النادرة، زادت عن ثلاثمئة وستين صفحة من القطع الكبير.
نالت بلاد الشام نصيباً من مشاريع الخطوط الحديدية منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر، ولم تكن امتيازات الخطوط الحديدية في بلاد الشام تمنح مباشرة لشركات أجنبية، وإنما كانت تمنح لرعايا عثمانيين كانوا ينشدون رؤوس أموال من مستثمرين أجانب لتشكيل شركات منظمة خاضعة للقوانين العثمانية، ولكن هذا الاحتياط العثماني، لم يمنع المستثمرين الأجانب من السيطرة التامة على الخطوط الحديدية السورية بعد أن أصبحوا أصحاب الأسهم الرئيسيين، وقد كانت هذه السيطرة من نصيب الفرنسيين الذين ظلوا طوال قرون يخططون للسيطرة على هذا الجزء من المشرق العربي.
ويعدّ اختراع الخطوط الحديدية حدثاً عالمياً مهماً في تطور وسائل النقل البري وبدء عهد جديد في تاريخ الحضارة العالمية، إذ كان لظهور الخطوط الحديدية دوراً مهماً في توجيه أهداف وسياسات الدول الصناعية للتغلغل الأوروبي في بلدان بلاد الشام في القرن التاسع عشر الميلادي.
ولقد لوحظ من خلال البحث الاهتمام الشديد الذي أبداه الباحثون الأوروبيون بدراسة مشروعي خط حديد الحجاز وخط حديد بغداد- اللذين نفذا مطلع القرن العشرين، بينما لم يبدأ الباحثون العرب الاهتمام نفسه بدراسة تفاصيل بدايات ظهور الخطوط الحديدية في بلاد الشام، التي عانت من اندفاع الدول المتقدمة لإقامة خطوط حديدية في أراضيها، ولهذا استقر الرأي على دراسة هذا الموضوع المهم والشيق حتى يتم التعرف بصورة واضحة على الظروف التي أحاطت بظهور الخطوط الحديدية في بلاد الشام في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
وبعد الاطلاع على الكثير من المؤلفات العربية التي دون فيها تاريخ منطقة بلاد الشام وجد أنها تكاد تكون خالية من البحوث المفصلة في شؤون الخطوط الحديدية، فمبلغ ما يصل إليه المؤرخ المستفيض أن يلف هذا الموضوع المهم المتشعب في سطور معدودة ثم يعدوه إلى غيره ما جعل تاريخ الخطوط الحديدية أسراراً متناثرة بين جوانح الأوراق الرسمية، والتقارير الفنية، لا يظهر منها إلا النذر اليسير، وفي الوقت ذاته لوحظ اهتمام شديد في هذا الشأن من قبل المستشرقين والمؤرخين الأجانب الذين نشروا بلغتهم ما يريدون نشره عن الموضوع مع أن تاريخ الخطوط الحديدية جزء مهم من تاريخ بلاد الشام لذلك كان لابد من إعطاء صورة أكثر وضوحاً عن هذا الموضوع مع إلقاء الضوء، على الآثار المهمة والخطيرة، لظهور تلك الخطوط الحديدية سواء أكانت الصورة المعطاة إيجابية أو سلبية، مباشرة أو غير مباشرة وذلك على كافة الأصعدة السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاجتماعية.
يرمي هذا البحث إلى إلقاء الضوء على أهمية بلاد الشام الاقتصادية والمنافسات التي جرت بين الدول الأوروبية بغرض فرض الهيمنة الاستعمارية على المنطقة من خلال الخطوط الحديدية التي اتسمت بالصبغة الاستعمارية (فمن يمعن النظر في نشأة الخطوط الحديدية المنشأة يرى أنها تساير أهم نقاط النشاط الاقتصادي، حيث تبدأ عند السواحل مخترقة الحزام الجبلي لتصل إلى المناطق الداخلية للتسويق ثم تعود إلى نفس النقطة بما تحمله من ثروات البلاد).
كذلك إظهار التبدلات التي تحققت من وراء إنشاء الخطوط الحديدية في المنطقة وفي مناحي الحياة المختلفة، رغم كل ما اعترى تنفيذها من تعقيدات وصعوبات.
وقد تم الاستعانة في هذه الدراسة بعدد من الوثائق المهمة باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والألمانية والتركية.
ضمت الدراسة عدداً من الوثائق التركية المتعلقة بالخطوط الحديدية في بلاد الشام في القرن التاسع عشر وهي عبارة عن محفوظات أرشيف رئاسة الوزراء التركية في استانبول، كما استعانت الدراسة بمخطوطين عربيين يختصان بخط حديد الحجاز، وقد وضع هذان المخطوطان الشيخ محمد عارف ابن المنير، أحد فقهاء الشافعية في دمشق، وعنوان المخطوط الأول: "السعادة النامية الأبدية في السكة الحجازية الحميدية"، أما المخطوط الثاني فهي بعنوان: "أعظم المآثر السلطانية العثمانية السكة الحجازية الشامية"، وهي محفوظة في دار الكتب الوطنية الظاهرية بدمشق.
ومن المصادر المهمة التي اعتمدت عليها الدراسة ذلك التقرير الذي وضعه عضو الجمعية الخديوية الجغرافية في مصر السيد أنطوان يوسف لطفي عام 1891م يشرح فيه مشروع خط حديدي يربط بين مصر والشام والذي تقدم للسلطان العثماني بطلب الحصول على حق امتيازه، وقد نشر ذلك التقرير في العام نفسه باللغة الفرنسية في مجلة الجمعية الخديوية الجغرافية في مصر.
كما تزودت الدراسة بعدد من الوثائق باللغة الإنكليزية، منها وثائق وزارة الخارجية البريطانية التي كتبت في فترة سابقة لفترة البحث والتي أعطت لمحة عن حالة الطرق في بلاد الشام قبل دخول الخطوط الحديدية، كما تضمنت الدراسة وثائق وزارة الخارجية البريطانية في فترة لاحقة والتي أفادت البحث عن مناقشة مشروع خط حديد حيفا- دمشق.

 
   

 

     
 
 
  أخر إصداراتنا  
   
   
   
     
 
  شاركنا رأيك  
 
 
     
 
  النشرة البريدية  
 
 
     
 
 
إتصل بنا الدعم الفني عن المؤسسة معرض الصور آخر الاخبار إصداراتنا الرئيسية