إتصل بنا الدعم الفني عن المؤسسة معرض الصور آخر الاخبار إصداراتنا الرئيسية
   
   
 
 
 
 
 
     
  الدعم الفني  
 
 
  اعلانات الموقع  
 



 
     
 
 

قضايا في الفكر السياسي والقومي


عن دار الشرق للطباعة والنشر صدر مؤخراً كتاب " قضايا في الفكر السياسي والقومي" للدكتور حسين جمعة.
تبرز قيمة هذا الكتاب من كونه يعالج قضايا تعد الأبرز في حياة الأمة العربية، ووجودها ومستقبلها.. وقد شغلت المفكرين والباحثين غرباً وشرقاً، قديماً وحديثاً، ولا تزال.. فضلاً عن أن البحث فيها يهدف إلى تأسيس مفهوم الوعي بتنمية ثقافة ديمقراطية متنوعة سياسياً وثقافياً واجتماعياً و.. ما يحقق الارتقاء بانتماء الإنسان ودرجة المواطنة لديه إذ يحرره من روح الاستغلال، دون أن يعلي قيمة الأنا على حساب الآخرين.. أي إنه يبرز شفافية المواطنة من خلال استقرار المجتمع والارتقاء بالمسؤولية الفردية في إطار الجماعة، من أجل تحويل الثقافة الوطنية إلى ثقافة خلقية تتجسد في أرض الواقع وفق العدالة والمساواة التي يكفلها القانون، ما يعني بأن السلوك الفردي ثم الجماعي الذي يتصف بذلك يمكنه أن يستأصل الكذب والغش والنفاق واحتكار السلطة.. وأن يشيع روح التعددية والتعاون بين أبناء الوطن باعتبارهم جسداً واحداً.
وفي إطار ذلك تنتفي عوامل القهر الداخلي والخارجي، وتتجه الدولة أو الأمة إلى جوهر الفكر السياسي القومي الفاعل والمنتج للإبداع ولكل الحاجات الملبية للتمنية السياسية والفكرية والنفسية والاجتماعية، وإلا فإنها ستهدم أي إمكانية لأبنائها، ولن تستطيع شحذ القدرات الكامنة فيهم.
لهذا تصبح التجارب الناجحة في الماضي والحاضر، وفي صميم التوازن بين الأصالة والمعاصرة، مدار استلهام وتطبيق لتحقيق أقصى ما يمكن الإفادة منه بما لا يتعارض مع القيم الخلقية والعقائد التي ترسخت في مجتمعنا.
وهذا يعني إيجاد أساليب عملية وقانونية لإكساب أبنائنا القدرة على التفاعل مع الوسط المحيط أياً كان نوعه وربط ذلك بالقيم الإيجابية والابتعاد عن أي نوع من السلبيات الضارة، ولعل المجتمع العربي بدأ يسير على الطريق الصحيحة وأخذ يتجاوز كثيراً مما كان يمر به على مختلف الصعد والمستويات.
لذلك تصبح قضية المواطنة والسيادة الوطنية من أعقد القضايا التي تتطلب تأصيل الحديث فيها: بعد انحراف المجتمع عن قيمها، ما يدعونا إلى البحث في مفهومها، ومقوماتها وأركانها التي شرعت تنحسر شيئاً فشيئاً.. لهذا آثرنا إبراز تجلياتها، وبإيجاز، معتقدين بأن وسائل التربية والتعليم والإعلام ومختلف المؤسسات الاجتماعية والدينية والمنظمات الجماهيرية و.. ذات أثر عظيم في إقامة التغيير الهادف والمطلوب لتطوير الفكر السياسي والقومي للمواطنة الحقيقية، ومواجهة التشوهات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية و.. التي يعاني منها المجتمع العربي.
لذلك كله حاول الفصل الأول (المواطنة والسيادة الوطنية) إيجاد القواسم المشتركة في الوطن الواحد المقدس الذي يصنعه الجميع على أساس العدل والمساواة والمشاركة وفق الكفاءة والقانون.. ومن ثم فالفرد الذي يولد في مكان ما، وينشأ في إطار الحرية وتطبيق منهج الديمقراطية، يمارس تنمية ذاته معرفياً وعلمياً بأسلوب موضوعي منطقي ويستطيع إيقاظ القدرات الخلاقة الكامنة فيه لحب الوطن والانتماء إليه والدفاع عنه، فالسائق الفطري الطبيعي يقوى بالسائق الاجتماعي والثقافي التاريخي.. لتصبح المواطنة عدلاً وإخاء ومساواة وحرية وانتماء متلازماً بين ما هو وطني وقومي.
ومن ثم فإن نهضة المجتمع في الوطن العربي تصبح مسؤولية جماعية، ولا سيما حين يسهم كل فرد بما يناط به.. أما إذا اتجه السلوك الفردي إلى التسلط والعنف والاستبداد والإقصاء والإلغاء، أو التهميش، والعزل والنفي و.. أي إذا غاب مفهوم الثقافة الوطنية الديمقراطية فإن ثقافة الانتماء والتضحية الوطنية المبدعة ستختفي، إن لم تنعدم، وسيسود التسلط والقهر ما يجعل المواطن عامة والمثقف خاصة يعيش حالة نكوص ثم تتهدد مفاهيم المواطنة، لأن المثقف الحر سيعيش حالة اغتراب نفسية وسيفرض على ذاته عزلاً طوعياً إذا لم يُفرض عليه حالة تهميش قهرية إذلالية تقوم بها سلطة مستبدة.
وهذا جزء مما يناقشه الفصل الثاني (المثقف والسلطة)، على اعتبار أن العلاقة الديمقراطية الموضوعية قد فقدت وانهدم مبدأ التوازن في العلاقة الصحيحة بين الثقافة والسياسة أو بين المثقف والسلطة، علماً أن إقامة مبدأ ربط التنمية الوطنية بالتنمية الديمقراطية يحتاج إلى مثقف حر وشريف يحارب على جهات عدة، فهو يواجه المثقف المقاول والمنتفع بمثل ما يواجه الاستبداد والظلم الذي يحدث من هذا الحاكم أو ذاك.. ولابد من أن تتعلم السلطة قبل غيرها ممارسة الثقافة الديمقراطية الحقيقية.
لهذا تصبح قضية المثقف والسلطة مترابطة بقضية المواطنة، على حين يرتبط الفكر العربي القومي بالآخر المباين أو الموافق أياً كان موقفه من هذا الفكر.. لتصبح قضية تجديد الفكر القومي من أعقد القضايا التي تواجهها الأمة العربية اليوم؛ إذ تعاظم التشتت بل التباين في فهم كل ما يتعلق به نظرياً وتطبيقياً.
ولهذا عالج الفصل الثالث (الفكر القومي والآخر) مفاهيمه الأصيلة التي تكونت لدى المجتمع العربي، وهي مفاهيم تستند إلى المبادئ والقيم الخيرة وتنظر إلى الآخر أياً كان رأيه وجنسه ولونه نظرة التسامح والاحترام.. على حين أن الآخر الغربي ولا سيما الأوروبي ثم الأميركي والصهيوني ينظر إلى الآخر العربي باعتباره من الأغيار أو الأعداء، أو المتخلفين.. فنظرته إليه نظرة استعلائية عنصرية توحشية..
ومن هنا يوضح هذا الفصل مفهوم الآخر ثم موقف الآخر الصهيوني والأميركي من الفكر القومي العربي.
وهذا هو الذي فرض علينا الانتقال إلى الفصل الرابع الذي يبرز التطبيق الفعلي لموقف الآخر.. حين طفق يعتدي على العرب.. ويفرض عليهم رؤيته الخاصة به، لذلك حمل هذا الفصل عنوان (هيمنة الآخر وديمقراطية الغرب)، كون هذه الهيمنة تمثل أعقد القضايا التي تواجه العربي في العصر الحديث، ولا سيما حين ألبس المحتل الأميركي رؤاه القهرية مبادئ إشاعة الحرية ومكافحة الإرهاب العالمي، والعمل على بناء منهج الديمقراطية..
أما الفصل الخامس والأخير فقد عالج المجالات التي تسهم في تنشئة الأجيال العربية لمقاومة كل ما يهدد الوجود والأرض والكرامة، وهي مقاومة تتخذ طوابع شتى سلمية وعسكرية.. ويتربى عليها الفرد منذ نشأته لأنه خلق بفطرته مقاوماً للاعتداء والظلم.. وهي فطرة تتكامل وتتأصل في وسائل التربية المقاومة التي تتأطر في مجالات عدة كالأدب والفن والإعلام والتعليم والمدرسة والجامع والكنيسة.. وإذا كانت التنشئة الوطنية الاجتماعية مهمة في هذا الاتجاه فإن التنشئة الدينية لا تقل مكانة عنها..
 
   

 

     
 
 
  أخر إصداراتنا  
   
   
   
     
 
  شاركنا رأيك  
 
 
     
 
  النشرة البريدية  
 
 
     
 
 
إتصل بنا الدعم الفني عن المؤسسة معرض الصور آخر الاخبار إصداراتنا الرئيسية